يحقق برنامج الأغذية العالمي التابع لـ #الأمم_المتحدة مع اثنين من كبار مسؤوليه في #السودان بشأن أحاديث عن احتيال وإخفاء معلومات عن المانحين حول قدرة البرنامج على تقديم مساعدات غذائية للمدنيين وسط أزمة الجوع الشديدة التي تعصف بالبلاد. ووفقاً لتقرير اطلع عليه بقش ونشرته وكالة رويترز، فإن هذا التحقيق الذي يُجريه مكتب المفتش العام لبرنامج الأغذية العالمي يأتي في الوقت الذي يسعى فيه البرنامج لإطعام ملايين الأشخاص في السودان الذي يعاني الآن من أحد أشد حالات نقص الغذاء في العالم منذ سنوات. وكجزء من التحقيق، يبحث المحققون فيما إذا كان موظفو البرنامج قد سعوا إلى إخفاء دور الجيش السوداني في عرقلة المساعدات وسط الحرب الوحشية المستمرة منذ 16 شهراً مع قوات الدعم السريع. قضية تسيء لسمعة البرنامج يأتي التحقيق في وقت حرج بالنسبة لبرنامج الأغذية العالمي، الذي يصف نفسه بأنه أكبر منظمة إنسانية في العالم. وحصل على جائزة نوبل للسلام لعام 2020 لدوره في مكافحة الجوع. وفي السنوات الأخيرة تعرضت عمليات البرنامج للاهتزاز بسبب تحويل وسرقة المساعدات في دول مثل #اليمن و #الصومال، حسب رويترز، وقام برنامج الأغذية العالمي والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في 2023 بتعليق توزيع المواد الغذائية مؤقتاً على #إثيوبيا بعد تقارير عن سرقة المساعدات الغذائية على نطاق واسع هناك. ومن بين الذين يجري التحقيق معهم في السودان، نائب المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في السودان، خالد عثمان، الذي تم تكليفه "بمهمة مؤقتة" خارج السودان. كما يتم التحقيق مع مسؤول كبير ثانٍ هو مدير منطقة برنامج الأغذية العالمي محمد علي، حول اختفاء أكثر من 200 ألف لتر من وقود المنظمة في مدينة #كوستي السودانية الواقعة في ولاية #النيل_الأبيض. وقال برنامج الأغذية العالمي إن سوء السلوك الفردي و"المخالفات في جيوب عمليتنا في السودان" تخضع لمراجعة عاجلة من قبل مكتب المفتش العام، في حين ذكرت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) أن برنامج الأغذية العالمي أبلغها في 20 أغسطس بحوادث احتيال محتملة تؤثر على عمليات البرنامج بالسودان. وتُعد الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية أكبر جهة مانحة لبرنامج الأغذية العالمي، حيث تقدم ما يقرب من نصف إجمالي المساهمات في العام العادي وفقاً لاطلاع بقش. ويكافح برنامج الأغذية العالمي للحصول على تمويل بقيمة 22.7 مليار دولار من أجل الوصول إلى 157 مليون شخص، بما في ذلك حوالي 1.3 مليون شخص على حافة المجاعة، معظمهم في السودان و #غزة، وأيضاً في دول مثل #جنوب_السودان و #مالي. وإضافة إلى توزيع الغذاء يقول البرنامج إنه يقوم بتنسيق وتقديم الدعم اللوجستي لحالات الطوارئ واسعة النطاق على مستوى العالم للمجتمع الإنساني الأوسع. سوء إدارة البرنامج قال أكثر من ستة من العاملين في المجال الإنساني والدبلوماسيين لرويترز إنهم يشعرون بالقلق من أن سوء الإدارة في مكتب برنامج الأغذية العالمي في السودان يمكن أن يكون قد ساهم في الفشل حتى الآن في توصيل المساعدات الكافية خلال الحرب. وهذه القضية تأتي بعد أسابيع من تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)، وهو مجموعة فنية دولية مكلفة بقياس الجوع، بأن المجاعة قد سيطرت على موقع واحد على الأقل في منطقة #دارفور بالسودان. وقد صنف التصنيف الدولي 13 منطقة أخرى في جميع أنحاء البلاد على أنها معرضة لخطر المجاعة، وهناك أكثر من 25 مليون شخص، أو أكثر من نصف سكان السودان، يواجهون مستويات أزمة الجوع أو ما هو أسوأ من ذلك. وثمة أشخاص في بعض أجزاء البلاد اضطروا للبقاء على قيد الحياة عن طريق "أكل أوراق الشجر والتربة". وفي يونيو الماضي، أظهر تحليل أجرته رويترز لصور الأقمار الصناعية أن المقابر تتوسع بسرعة مع انتشار المجاعة والمرض. وأمام ذلك كله، تطرأ التأكيدات على أن كبار موظفي برنامج الأغذية العالمي في السودان ربما ضللوا الجهات المانحة، بما في ذلك الدول الأعضاء في مجلس الأمن، من خلال التقليل من دور الجيش السوداني في منع إيصال المساعدات إلى المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع.